تشير ثنائية اللغة إلى قدرة الطفل على التحدث بلغتين مختلفتين، وبوجود 11 لغة رسمية في جنوب أفريقيا، فلا شك أن معظم السكان يتحدثون بأكثر من لغة واحدة.
تعتبر اللغة الإنجليزية لغة عالمية مهمة جدًا وفهي اللغة السائدة في العلوم ووسائط الإعلام والإنترنت، كما أنها اللغة الاكثر استخدامًا في وسائط الاعلام بل وحتى من قبل السياسيين أو المسؤولين الحكوميين على الرغم من المحاولات المبذولة لتعزيز تعدد اللغات، ومن بين الناطقين باللغة الأفريقية، كثيرًا ما تكون معرفة أكثر من لغة أفريقية أخرى نمطًا سائدًا في نهاية المطاف.
طبقاً لإحصاءات جنوب أفريقيا، فإن 23% من سكان جنوب أفريقيا يتحدثون لغة الزولو و16% يتحدثون اللغة الكوسية و14% يتحدثون اللغة الأفريكانية و9% فقط يتحدثون الإنجليزية (سواء كلغة أولى أو ثانية).
فوائد تعلم لغة ثانية
تعلم لغة ثانية في سن مبكرة:
• يؤثر تأثيرًا إيجابيًا على النمو الفكري وينمي ويعزز النمو العقلي للطفل.
• يمنح الأطفال المرونة في التفكير وزيادة الاحساس باللغة والاستماع بشكل أفضل.
• يحسن فهم الطفل للغة الأم.
• يمنح الطفل القدرة على التواصل مع الناس الذين قد لا تسنح له الفرصة بالتعرف عليهم.
• يمنحك القدرة على التعرف على الثقافات الأخرى ويساعد الطفل على فهم الأشخاص من البلدان الاخرى وتقديرهم.
• يمنح الطالب بداية قوية لفهم متطلبات اللغة الإنجليزية عند الدخول إلى الجامعة.
• زيادة فرص العمل في العديد من الوظائف حيث تكون معرفة لغة أخرى ميزة حقيقية.
الفوائد المعرفية العائدة على الأطفال
• سهولة فهم المعاني وحل المشكلات.
• تنمي مهارات التفكير-باستخدام المنطق.
• يصبحون أفضل تركيزًا وتذكرًا واتخاذًا للقرارات.
• تشير بعض الأبحاث أن الثنائية اللغوية تؤخر التعرض لمرض الزهايمر.
الفوائد الاجتماعية والاقتصادية العائدة على الاطفال
• تحافظ على الروابط الوثيقة بأسرهم وثقافتهم ومجتمعهم وهو أمر مهم لتحديد هويتهم.
• تمكنهم من تكوين صداقات جديدة وإقامة علاقات قوية باستخدام لغتهم الثانية.
فوائد عالمية
من المثير للاهتمام أن ما يقرب من ثلثي البالغين في جميع أنحاء العالم يتحدثون لغتين على الأقل، وفي مجتمعنا العالمي، تتمتع هذه البلدان بالعديد من المزايا:
• يتمتع البالغون المتحدثون بلغتين بفرص عمل في جميع أنحاء العالم أكثر من فرص العمل المتاحة للبالغين المتحدثين بلغة واحدة.
• يُتاح للأفراد المتحدثين بلغتين فرصة المشاركة في المجتمع العالمي بطرق عديدة والحصول على المعلومات من أكثر من مكان والتعرف على المزيد من الناس من الثقافات الأخرى.
السلبيات
التأخر في النطق
يميل الأطفال المتحدثون بعدة لغات إلى النطق بشكل متأخر قليلًا عن غيرهم، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة علمية قوية تشير إلى حدوث تأخر في الكلام، فإن هناك إحساسًا قويًا لدى الوالدين بأن الأطفال المتحدثين بلغتين أو عدة لغات يبدئون النطق بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من الأطفال المتحدثين بلغة واحدة، فإذا فكرت بالأمر، من المنطقي أن الطفل الذي يتعلم لغتين أو أكثر قد يستغرق المزيد من الوقت، لأنه في الواقع يتعلم ضعف عدد الكلمات، لكن كوني مطمئنة، فحتى الأطفال الذين لم يتمكنوا من المشي في الشهر التاسع، ينتهي بهم الامر بأن يمشوا مثل الأطفال الذين تمكنوا من المشي في وقت مبكر، حيث ينطبق نفس الشيء على اللغة، حتى لو كنت تتحدث عن أكثر من لغة، وهذا الشيء مضمون!
خلط اللغات
كثيرًا ما يتراجع ويتقدم الاطفال الذين يتحدثون لغتين بينهم ويخلطون بين اللغتين، وقد يكون هذا مزعجًا للوالدين ولكنه أمر مقلق جدًا لقليلي الخبرة. فلا تقلقي، فسيمر ذلك بمجرد تكوين الأطفال لما يكفي من حصيلة المفردات--عند وصول سن الرابعة أو الخامسة، وتذكري، غالبًا ما يحاول الاطفال أحاديي اللغة البالغين من العمر ثلاث سنوات إيجاد الكلمة المناسبة ولهذا السبب، ليس سهلًا على الأطفال التعبير عن أنفسهم بشكل فعال!
في بعض النواحي، يتمتع الطفل متعدد اللغات بعدة مميزات، فعلى سبيل المثال، إذا لم يتمكن من التفكير في الكلمة الصحيحة بلغة الزولو، يمكن أن يقولها باللغة الإنجليزية، بينما نحن عاجزون عن الكلام.
بذل مزيد من الجهد
ربما يكون من السهل تخطي العوائق للسير نحو تعدد اللغات ويتطلب ذلك بذل المزيد من الجهد من جانب الوالدين، حيث إن تربية طفل متعدد اللغات يُعد التزامًا، فمثلًا في دروس البيانو، لا يمكنك توقع أن يكون طفلكِ الصغير موهوب فجأة، فتعلم لغة يُعد استثمارًا طويل الاجل تنميه في طفلكِ ويتطلب أن تكوني قادرة على استخدام اللغة بما يكفي، ففي بعض الأحيان، قد تحتاجين إلى تقوية اللغة الثانية وتقديم تشجيع إضافي، كما يتعين عليك المثابرة لإبقاء قواعد لغة عائلتك ثابتة قدر الإمكان.
لكن، إذا كان بمقدورك منح الاطفال في سن الرابعة أو الخامسة أساس لغة قوي، تصبح الامور أسهل، وتلقائيًا، يكون تعليم طفلك الثاني متعدد اللغات أسهل إذا تم تربية الطفل الأول بهذه الطريقة، وسينتهي الامر بقيام طفلكِ الأول بالكثير من الأعمال لأجلك من خلال ثرثرته!
مما لا شك فيه أن الأطفال متعددي اللغات يتمتعون بالمزيد من المزايا، ولكن قد يكون الأمر مرهقاً للأم التي تعاني بالفعل من مسائل الحفاضات وجداول التغذية؛ وعلى الرغم من ذلك، لم أقابل بعد أم واحدة أعربت عن أسفها لاتخاذ هذا القرار، لكن طفلك قد يدرك قيمة ذلك بعد مرور 20 سنة أخرى.
في المدارس
تقر حكومة جنوب إفريقيا بأهمية جميع اللغات المنطوقة في جنوب إفريقيا.
وفقًا لدستور جمهورية جنوب أفريقيا، تقر الحكومة ومن ثم وزارة التعليم، بأن تنوعنا الثقافي يمثل قيمة وطنية كبيرة ومن ثم فهي مكلفة، في جملة أمور، بتعزيز تعدد اللغات وتطوير اللغات الرسمية وتعزيز احترام جميع اللغات المستخدمة في البلد، بما في ذلك لغة الإشارة في جنوب أفريقيا وجميع اللغات المشار إليها في دستور جنوب أفريقيا.
السياسة التعليمية في اللغة
قد وضعت هذه السياسة لتساعد على بناء أمة غير عنصرية في جنوب إفريقيا، فالغرض من ذلك هو تيسير التواصل بين الأشخاص المختلفين في لون البشرة واللغة والمنطقة وفي الوقت نفسه تهيئة بيئة تشجع على احترام الاختلاف اللغوي.
ومن بين أمور أخرى، تنص هذه السياسة أيضاً على ما يلي:
• إن لغة التعلم والتعليم في مدرسة عامة لابد وأن تكون لغة رسمية.
• يجب على الطالب أن يختار لغة التدريس عند طلب الالتحاق بمدرسة معينة.
• طالما أن لغة التعلم والتعليم التي اختارها الطالب مستخدمة في المدرسة، وكان هناك مكان متوفر في الصف المعني، يجب على المدرسة السماح للطالب الالتحاق بها.
نصائح للوالدين
• تأكدوا من معرفة طفلكم لأسماء اللغات المختلفة التي يتحدث بها.
• العبوا بالألعاب واقرئوا الكتب باللغتين.
• علموا طفلكم قصص الأطفال والأغاني باللغتين.
• أرووا لطفلكم قصصًا بلغتكم. شجعوا طفلكم على المشاركة في رواية القصة.
• قوموا باصطحاب طفلكم إلى الحفلات الموسيقية والمسرحيات والأفلام حيث يستمعون للناس يتحدثون بلغتكم.
• حاولوا أن تعثروا على عائلات اخرى تتحدث بنفس اللغة.
• لا تقوموا بالتركيز على اللغة فحسب--بل قوموا بتعزيز الجوانب الثقافية أيضًا.
• لا تستسلموا إذا لم يرغب طفلكم التحدث بلغة اخرى--فهناك فوائد تستحق الانتظار.